وسط أجواء يسودها الحزن .. نعش الملكة إليزابيث يصل قصر باكنغهام في لندن
أوسلو نيوز – متابعات:
قبل أن يسجّى في ويستمنستر أمام العامّة إعتباراً من الأربعاء ولمدة خمسة أيام تتوّج الإثنين بجنازة وطنية تاريخية .. وعلى وقع هتاف مواطنيها وتصفيقهم، وصل نعش الملكة إليزابيث الثانية مساء الثلاثاء إلى قصر باكنغهام في لندن حيث سيبقى ليلة واحدة.
وكان في إستقبال جثمان الملكة الراحلة نجلها الملك تشارلز الثالث وزوجته كاميلا اللذان عادا لتوّهما من زيارة رسمية قصيرة إلى إيرلندا الشمالية، وأفراد آخرين من العائلة المالكة.
وبعودة الملك إلى العاصمة إنطلقت الإستعدادات للجنازة الرسمية التي ستقام الإثنين المقبل في وستمنستر.
وبينما كان جثمان الملكة الراحلة يدخل قصرها اللندني لقضاء ليلة أخيرة، كانت جموع غفيرة من المواطنين في إستقبال نعش المرأة التي حكمت بلدهم 70 عاماً، وأضاءت الحشود بهواتفها المحمولة المصوّبة باتجاه السيارة الجنائزية ظلمة الليل، في حين علت هتافاتهم وصيحاتهم الوداعية.
قد يهمك أيضاً:
الحزن يخيم على العالم إثر وفاة ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية
واتساب يطلق ميزة المجتمعات لبعض المستخدمين
هونغ كونغ وزيورخ .. أغلى مدن العالم للعمال الوافدين لسنة 2022
ووضع النعش داخل سيارة جنائزية أضيئت من الداخل واخترقت حشود المواطنين الذين اصطفوا على جانبي الطريق لاستقبال جثمان الملكة، في حين لم يتوان سائقون عن إيقاف سياراتهم والترجل منها وإجتياز الطريق لإلقاء التحية على مليكتهم الراحلة.
ووصل النعش إلى لندن من إدنبره على متن طائرة تابعة لسلاح الجو الملكي حطّت في مطار سلاح الجو في العاصمة وأقلّت أيضاً إبنة الراحلة الأميرة آن، وحمل النعش عسكريون يرتدون زيًا احتفاليًا.
وكانت الملكة لعبت دورا أساسياً في المصالحة في اسكتنلندا، الإقليم الذي شهد أحداثا دامية. لكن بعد حوالى ربع قرن على عودة سلام هش بين الجمهوريين وغالبيتهم من الكاثوليك، والوحدويين ومعظمهم من البروتستانت، تأجج التوتر مع بريكست ما أعطى زخما لفكرة الانفصال عن المملكة المتحدة وإعادة التوحّد مع جمهورية إيرلندا.
وما أن وصل إلى قصر هيلزبورو، ذهب تشارلز الثالث وزوجته كاميلا للقاء آلاف الأشخاص الذين احتشدوا وراء حواجز حديد وصافحا كثيرين وتبادلوا مع بعض الكلمات معهم. وهذه المشاهد كان يصعب تصورها خلال “أحداث” إيرلندا الشمالية.
وتعاني إيرلندا الشمالية من الشلل السياسي في خضم تغييرات ناجمة عن فوز حزب شين فين الجمهوري الذي لا يعترف بسلطة الملكية، في الانتخابات التشريعية الأخيرة. وتشكل إيرلندا الشمالية المحطة الأكثر حساسية في الجولة التي باشرها الملك الجديد في الأقاليم الأربعة التي تتألف منها المملكة المتحدة. فزار الاثنين البرلمان البريطاني في لندن ومن ثم البرلمان في ادنبره قبل أن يتوجه الجمعة إلى كارديف في ويلز.
وقالت المتقاعدة آن سادلو التي استيقظت عند الساعة الرابعة صباحا أملا برؤية الملك “من المطمئن رؤية كل الطوائف ترص الصفوف وراء الملك الجديد” مرحبة بهذه الوحدة في الاقليم الذي لفه على غرار البلاد برمتها، الحزن لوفاة إليزابيث الثانية الخميس الماضي عن 96 عاما.
قاتم جدا
في إدنبره انتظر عشرات آلاف البريطانيين لساعات طوال الليل وعند ساعات الصباح الأولى لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة على نعش الملكة المسجى في كاتدرائية سانت جايلز في العاصمة الاسكتلندية.
وأتت ناتاليا داسيوكيفيتش (46) وأصلها من روسيا في الصباح الباكر من غلاسغو وقالت “مزاجي قاتم جدا” وهي بالكاد تضبط دموعها، وأضافت “لم أولد في هذا البلد وانا بعيدة عن عائلتي. وكانت الملكة مثال الجدة بالنسبة لابنتي”.
وسجيّ النعش على منصّة وقد لف بالراية الملكية الاسكتلندية وإكليل من الزهور البيضاء وتاج اسكتلندا المصنوع من الذهب الخالص. وتمكن المواطنون من المرور أمامه طوال الليل، فيما كان يحرسه أربعة رماة ملكيون.
وقدِم الملك تشارلز الثالث مع إخوته الثلاثة، الأمير أندرو وإدوارد والأميرة آن، في المساء مع قرينة الملك كاميلا للمشاركة في مراسم جنائزية.
تكريم ملكي وشعبي
وظلّ نعش الملكة إليزابيث الثانية بعيداً عن العامّة حتى مساء الاثنين. فقد بقي أولاً في قصر بالمورال في شمال اسكتلندا حيث توفيت الملكة الخميس عن 96 عاماً، ثم نقل إلى قصر هوليرودهاوس في ادنبره.
وكانت الملكة تتمتّع بشعبية واسعة وتظهر ثباتا في العواصف السياسية والاجتماعية والصحية مثل كوفيد-19 وتوحي بالطمأنية لملايين البريطانيين طوال سنوات عهدها التي زادت عن 70 عاما.
واعتلى تشارلز الثالث العرش في مرحلة دقيقة جدا مع توترات في إيرلندا الشمالية ومنحى إستقلالي في اسكتلندا وتضخم جامح ينهك القدرة الشرائية، وتعاني البلاد كذلك من أزمة إجتماعية وسياسة فيما تولت رئيسة وزراء جديدة السلطة قبل أيام قليلة.
وقد يواجه الملك على الأرجح مطالب من بعض الدول الأربع عشرة التي لا يزال رئيسا للبلاد فيها (وتشمل أستراليا والبهاماس وكندا ونيوزيلندا وجاماكيا) التي قد تريد إقامة نظام جمهوري مع إعتلاء ملك جديد العرش.
والأربعاء سيسجّى الجثمان مجدّداً، هذه المرة في قصر ويستمنستر في لندن. ويتوقّع مرور مئات آلاف الأشخاص أمامه على مدار الساعة مدة خمسة أيام تقريباً، وقد بدأ البعض بالإنتظار في طوابير منذ الإثنين.
وتقام الجنازة الوطنية للملكة الإثنين في كاتدرائية ويستمنستر بحضور نحو 500 مسؤول أجنبي والكثير من الملوك وأفراد العائلات الملكية، وذكرت وكالة “بي إيه” للأنباء أن روسيا وبيلاروس وبورما وكوريا الشمالية لم تتلقّ دعوات للحضور.
المصدر: يورو نيوز